شهدت الفترة الماضية نشاطا كبيرا للاتحاد العام لنقابات العمال، تمثل في فعاليات ثقافية واجتماعات للاتحادات المهنية ومشاركات في مؤتمرات دولية، بالتوازي مع مواصلة الاهتمام بقضايا العمل والعمال وبذل كل الجهود الممكنة في سبيل تحسين وضعهم والتواصل مع الجهات المعنية للحفاظ على مكتسباتهم والحصول على مزايا جديدة لهم، تتناسب مع صمودهم واندفاعهم نحو العمل والإنتاج في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد جراء الحرب الإرهابية والمؤامرة الكونية التي نتعرض لها.
فقد استضاف الاتحاد العام اجتماعات الاتحاد العربي لعمال الزراعة والصناعات الغذائية والصيد، ووفدا عماليا إيرانيا رفيع المستوى، إضافة إلى إقامة مهرجان المسرح العمالي المركزي بمشاركة عدة فرق من المحافظات، ما يؤكد بالدليل القاطع زيف الادعاءات التي تروج لها وسائل الإعلام الشريكة بسفك الدم السوري، ويظهر بوضوح أنه -رغم حجم المؤامرة التي تقف خلفها القوى الصهيونية العالمية والتي تسخر أدواتها في المنطقة لتدمير هذا البلد المقاوم بهدف إزاحته عن خطه المقاوم الذي شكل صخرة منيعة أمام كل المشاريع المشبوهة التي رسمت بليل أسود لمنطقتنا العربية، بعيداً عن مصالح وتطلعات أبنائها- بقيت سورية قوية أبية وعصية على "الكسر" الذي أرادوه لها.
بالمجمل فإن النشاطات التي يقوم بها الاتحاد العام هي جزء من كل الفعاليات التي تقام في البلد، سواء أكانت ثقافية أو اقتصادية واجتماعية.. الخ، وذلك بالتوازي مع الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب التكفيري وداعميه ومموليه، وكل ما يجري على الصعد كافة دليل إضافي على تعافي الحياة في سورية وعودة نبض الشارع إلى ما كان عليه قبل الأزمة وبدء الحرب الإرهابية على سورية الدولة والشعب.
نقف أمام تحديات مهمة على صعيد عمل المنظمة النقابية، خصوصاً لجهة السعي لإنشاء جامعة عمالية تضم معظم الاختصاصات وبجودة علمية عالية وتكون قيمة مضافة تخدم مسيرة التعليم العالي في سورية، إضافة إلى العمل الحثيث لإقامة مؤسسة تتبع لاتحاد العمال تعنى بشؤون جرحى الجيش العربي السوري والطبقة العاملة وغيرهم والذين تسببت جروحهم بإعاقة دائمة والعمل على إعادة تأهيلهم نفسيا وبدنيا ومهنيا لدمجهم في المجتمع.
صيرورة العمل النقابي تحتم على الجميع، عمالاً وقيادات العمل كفريق واحد لتحقيق مجمل الأهداف والطموحات التي وضعتها المنظمة العمالية نصب عينيها، بما يلبي التطلعات والآمال المعقودة عليها، واستنباط الأفكار واجتراح الحلول للكثير من الصعوبات، والتي لا خيار أمامنا إلا العمل بما نملك من إمكانيات وتصميم على تذليلها وتجاوزها، فالظروف الاستثنائية تدفع بشكل أو بآخر إلى العمل بجهد ومستوى استثنائي غير مسبوق، وقد أثبت العمال خلال السنوات الست الماضية أنهم أصحاب عزيمة لا تلين، وأنه كلما اشتدت الصعاب والتهديدات زاد معها الإصرار من قبلهم على العمل والإنتاج، ولنا في هذا المجال مئات الأمثلة والبراهين التي قدمتها الطبقة العاملة، فكانت مخرزاً في عين الإرهابيين المرتزقة، واستمرت بإنتاج ما يعزز صمود أبناء الشعب السوري، رغم الاستهداف الذي طالها من قبل مجرمي العصر وشذاذ الآفاق.
اليوم ندخل مرحلة جديدة من الإنتاج والعمل، ولا نبالغ إذا قلنا إننا قطعنا شوطاً مهماً في مسيرة العمل النقابي على جميع المستويات، والأفعال تعكس هذا الكلام، وجهود الاتحاد العام بدأت تترجم على أرض الواقع في مجالات عدة. ولن نقف عند حدود ما حققناه بل طموحنا كبير وهدفنا معروف ويتمثل بتقديم كل أنواع الدعم للعامل الصامد في معمله ومصنعه، وتأمين سبل العيش الكريم له، وملامسة همومه والوقوف معه ومساعدته قدر الإمكان، لاسيما في ظل هذه الظروف الصعبة والحصار الاقتصادي الجائر المفروض على الشعب السوري.
الطبقة العاملة تثبت كل يوم أنها الرديف الحقيقي للجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب، بما قدمته من تضحيات وشهداء وجهد كبير في سبيل إنتاج مقومات الحياة للشعب السوري متمثلة مقولة ما بنيناه بعرقنا نحميه بدمائنا، وهي تستحق كل الدعم والرعاية، وهذا ما نعمل في المكتب التنفيذي للاتحاد العام على تحقيقه والوصول إليه بشتى الوسائل المتاحة.