تحت رعاية رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية الرفيق جمال القادري، وباستضافة كريمة من الاتحاد المهني لنقابات عمال الصناعات الغذائية في سورية، عقد الاتحاد العربي لعمال الزراعة والصناعات الغذائية والصيد اجتماع أمانته العامة ومجلسه التنفيذي اليوم في مجمع صحارى السياحي وبمشاركة وفود نقابية تمثل المنظمات العربية الأعضاء في الاتحاد العربي في كل من: سورية، مصر، لبنان، فلسطين، وذلك لمناقشة المسائل المدرجة على جدول الأعمال والمستجدات على ساحة العمل النقابي العربي خاصة في القطاعات التي يمثلها الاتحاد.
افتُتح الاجتماع بكلمة رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الصناعات الغذائية والسياحة في سورية"ياسين صهيوني"، تحدث فيها عن أهمية الحركة النقابية في الوقت الراهن ودورها بالارتقاء بالعمل النقابي على كافة الأصعدة، ومن هنا وجب العمل وفق قرارات وتوجهات المؤتمر السادس عشر لمنظمتنا القومية التي هي أساس لعملنا، خاصة أن هذه القرارات والتوجهات من شأنها تعزيز مكانة وأنشطة الاتحادات المهنية العربية باعتبارها المكونات الأساسية للحركة النقابية العربية وعلى قاعدة المصلحة القومية المشتركة لاسيما وأننا نتعرض لهجوم غير مسبوق من قوى الامبريالية العالمية والصهيونية العنصرية اللتان تستخدمان الإرهاب سلاحا فتاكا ضد الأنظمة والمجتمعات العربية، متمنياً أن يتمخض عن هذا الاجتماع نتائج قيّمة على الصعيد العمالي والنقابي.
بدوره أكد صلاح ابراهيم الأمين العام للاتحاد العربي في كلمته على مساندة الشعوب العربية ووقوفهم إلى جانب الشعب السوري والطبقة العاملة والحكومة السورية في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها سورية، مضيفاً:" نحن على ثقة تامة في تجاوز هذه المرحلة بعد الجهد المبذول الآن من القيادات والحكومة لعقد مصالحات بين مكونات الشعب السوري والتي تصب في تحقيق الأمن والاستقرار في كافة أنحاء القطر، والثقة الأكبر بدور الجيش الذي يقدم التضحيات من أجل تراب بلده إلى جانب الشعب السوري الصامد الصابر خلف قيادته الحكيمة في سبيل عودة سورية إلى وضعها الطبيعي ودورها الريادي في طليعة الأمة العربية.
من جانبه أكد سالم مراد رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد العربي في كلمته على حرصهم على حضور جميع الندوات والاجتماعات التي تعقد في سورية، وأن الوقوف إلى جانب سورية في محنتها التي تمر بها هو واجب على جميع الدول الشريفة لأن سورية كانت وبقيت موئلاً للحركات النقابية رغم التحديات الكبيرة التي تعرضت لها.
وفي كلمة غسان غصن رئيس الاتحاد الدولي تحدث فيها عن عودة النبض في الحركة النقابية العربية وعودة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نابضا بكل اتحاداته لا سيما اتحاداته المهنية، وانعقاد الاجتماع اليوم هو دليل على عودة النبض في كيان المنظمة النقابية، مؤكداً أن العرب تجمعهم رسالة واحدة وأننا مؤمنون بقوميتنا وعروبتنا واتحادنا الدولي هو اتحاد قومي مناضل يحمل رسالة قومية من أجل رفعة العمال العرب ونهضتهم وحقهم بلقمة عيش كريمة وبحياة انسانية حرّة، ونحن هنا لنعقد الخناصر معكم من أجل أن تنبت هذه الأرض عزة وكرامة.
ومن دمشق قلب العروبة النابض رحّب الرفيق جمال القادري بالحضور الكريم...دمشق التي لو قيّض لهذه المحنة والمؤامرة أن تحقق أهدافها لم يبقَ بعدَ دمشق للعروبةِ من أثر، معبّراً عن سعادته بانعقاد هذا الاجتماع على الرغم من كل الخطط والمؤامرات التي أحيكت من أعدائنا ضد منظمتنا القومية والتي هي الاتحاد الدولي لنقابات عمال العرب التي نفتخر بالانتماء اليها، لكن بفضل جهود كافة الأشقاء النقابيون في الأقطار العربية استطعنا عقد مؤتمرنا العام في شرم الشيخ وأصبح لدينا أمانة جديدة وأمين عام جديد يتمتع بالنشاط والحيوية ونعوّل عليه في إعادة الروح للأمانة، واجتماعنا اليوم كما الاجتماعات السابقة يهدف لإعادة الحيوية للعمل النقابي العربي المشترك بعدما حاول أعداء العروبة أن يقطعوا أي إمكانية للتواصل بين الشعوب العربية .
وتطرّق القادري في كلمته إلى اللقاء الذي جمع الرئيس بشار الأسد ( الذي نتشرف بالعمل خلف قيادته الحكيمة) مع أعضاء الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب حيث هنأ الأمانة العامة وهنأ العمال العرب على قدرتهم على عقد مؤتمرهم في هذه الظروف الاستثنائية وانتخاب هياكل الاتحاد الذي تعرض لمؤامرة شأنه شأن كل الدول والمنظمات العربية ، ورأى في إعادة الروح لهذه المنظمة نجاح كبير للعمال العرب في الحفاظ على منظمتهم الأم،لا سيما وأن تطلعات الأمة العربية اليوم إلى الدور الذي تقوم به نقابات العمال العرب بعد أن دق الغرب اسفيناً كبيراً بين الحكومات العربية وبات اللقاء بينهم أمر صعب وإن تم فهو لقاء نفاق لا أكثربسبب سقوط الكثير من الحكومات العربية في مستنقع التآمر على الشعب العربي ,لذلك نعوّل كثيراً على هذه الاجتماعات وعلى ما يتمخّض عن هذه الاجتماعات من نتائج قيّمة،واضعين نصب أعيننا مصلحة عمالنا فنحن لا نمثل أنفسنا في هذه اللقاءات إنما نمثل عمالنا ، مؤكداً أننا مؤتمنون على مصلحة العمال في كافة أقطارنا العربية وملامسة همومهم وقضاياهم وتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم وتحسين واقعهم على كافة المستويات.
وأضاف القادري :" جميعكم يعلم حجم المؤامرة ولم يعد يخفى على أحد أن سورية تتعرض لمؤامرة ولحرب كونية تقف خلفها القوى الصهيونية العالمية وتسخر أدواتها لتدمير هذا البلد المقاوم بهدف إزاحته عن خطه المقاوم الذي شكل صخرة منيعة أمام كل المشاريع المشبوهة التي رسمت بليل أسود لمنطقتنا العربية لنهب ثرواتها، بعيداً عن مصالح وتطلعات أبنائها، وكانت سورية الشوكة في حلوقهم فوقفت في وجه كل المؤامرات وشكلت سنداً للمقاومة في العراق ولبنان وفلسطين ، ودعمنا للمقاومة اللبنانية لم يكن ترفاً بل كي لا ينجح أعداءنا في جعل لبنان محطة لتفتيت المنطقة على أسس طائفية وإثنية خدمة للكيان الصهيوني ليبقى الدولة الأقوى ويلعب دور الشرطي على المنطقة العربية ، وعليه استجاب الجيش العربي السوري لطلب السلطات اللبنانية و كان له الدور الأبرز في إنهاء الحرب الدائرة آنذاك.. وعندما فشلوا في لبنان انتقلوا إلى العراق الشقيق تحت حجج واهية وهي تخليص العراق من أسلحة الدمار الشامل ، فسارعوا إلى حل الجيش العراقي و من ثم جاؤوا بـ "مشروع بريمر" وأرادوا أن يجعلوا من العراق مشروعاً طائفياً .. إلا أنه بفضل دعم سورية للمقاومة العراقية تم إسقاط هذا المشروع.
وتابع القادري: في العام 1994 كان أعداء الأمة العربية يخططون لطمس القضية الفلسطينية عبر اتفاق "اوسلو" حينها استطاع القائد المؤسس بنظرته الثاقبة للأمور أن يرى خفايا هذا الاتفاق وقال حينذاك أن كل بند في هذا الاتفاق يحتاج إلى اتفاق جديد.. وأثبتت الأيام صوابية رؤياه فحتى اليوم لم ينفذ هذا الاتفاق ، لقد كان هذا الاتفاق محاولة لذر الرماد في العيون وطمس القضية الفلسطينية و دعمت سورية المقاومة الفلسطينية آنذاك "حركة حماس" حتى لا يتم دفن القضية الفلسطينية.. و ستبقى سورية تدعم كل القضايا العربية لأننا نرى في العروبة انتماءنا الأصيل ولا يمكن أن نرى أنفسنا إلا مع كل الشرفاء العرب في هذه الأمة فنحن أصل العروبة وهذه الأصوات العابرة التي نسمعها هي أصوات نشاز لا تمت للعروبة بصلة، فهم عرباناً طارئين على هذه الأمة وستكشفهم شعوبهم وستعمل على التخلص منهم.
وأكد القادري أن الحرية والديمقراطية التي تتمتع بها سورية ليست مسبوقة على مستوى العالم سواء في النقابات أو على مستوى الحياة العامة بكل تفرعاتها، وأن الهجمة الشرسة على بلدنا ليست فقط لانها مانعت وأحبطت كل المشاريع بل لأنها أيضاً استطاعت تحقيق تنمية ذاتية بموارد ذاتية، ونحن مؤمنون كل الايمان بأن سورية واجهت حرباً ومؤامرة دفعت لها فاتورة هائلة من الدماء وكانت حرب تجويع وتدمير للبنى التحتية فاستهدفت الجميع وكان لعمالنا نصيب كبير من التضحيات فقد ارتقى أكثر من خمسة آلاف شهيد من أبناء الطبقة العاملة في مواقع البذل والعطاء.
و أشاد القادري بالموقف المشرف للطبقة العاملة ولعمال سورية في مواجهة هذه الحرب الشرسة حيث أصر عمال سورية على الذهاب إلى معاملهم وشركاتهم وإنتاج متطلبات الحياة وصمدت سورية بفضل إرادة الحياة لدى أبناء شعبها واحتضانهم لجيشهم الباسل والصمود لديهم.
وفي معرض كلمته أشار القادري إلى الذكرى المجيدة للحركة التصحيحية التي نمر بها اليوم هذه المناسبة التي تحتل مساحة كبيرة في وجداننا كعمال، لأنه في ظلها ضُمنت كل الحقوق العمالية من أنظمة وقوانين وتبوأت الحركة النقابية مكانة لائقة وأصبح التنظيم النقابي ممثل في كل مفاصل الدولة، كذلك بُنيت القاعدة المادية العريضة للاقتصاد السوري في ظل التصحيح وقائده المؤسس الراحل الخالد حافظ الأسد، هذه القاعدة التي أمنت صمود سورية لأكثر من ست سنوات مؤكداً أن سورية ستنتصر بإذن الله و أن شعب سورية الذي صقلته الصعاب لن تتمكن منه المؤامرات.
ثم توجه الرفيق القادري بالتحية للسيد الرئيس بشار الأسد الذي استطاع بصموده وشجاعته وصلابته أن ينجو بسورية من محاولة تمزيقها، وللجيش الأسطوري البطل الذي يصنع نصراً أسطوريا سنهديه إلى كل شرفاء العرب.
وختم القادري كلمته متمنياً أن تتمخض هذه الاجتماعات عن قضايا تخدم عمال هذا القطاع مع التمنيات بطيب الإقامة في ربوع سورية.
ثم انتقل المجلس التنفيذي إلى مناقشة جدول الأعمال والمسائل التنظيمية والمالية، وصادق على خطة عمل الأمانة العامة في المجالات المختلفة كما استعرض ما قامت به المنظمات الأعضاء من أنشطة خاصة بالاتحاد العربي ومشاركة جميع المنظمات الأعضاء في الفعاليات والأنشطة التي دعت إليها الأمانة العامة خلال الفترة الماضية ومشاركتها في أنشطة الاتحاد الدولي للعمال العرب والاتحاد المهني الدولي.
وفي ختام أعماله أكد المجلس تمسكه بوحدة العمال العرب في إطار المنظمة القومية الأم" الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب"، ورفضه لأي شكل من أشكال محاولات شق وتفتيت وحدة العمال العرب وتحت أية يافطة كانت.