تأتي الذكرى السادسة والأربعون للحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد هذا العام على وقع الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهاب وداعميه، والصمود الأسطوري لأبناء الشعب السوري الشرفاء الذين تشربوا الوطنية وحب الوطن من قيم ومبادئ ونهج التصحيح المبارك، الذي غيّر صورة سورية ووضعها في المضمار الصحيح والنهج الوطني والقومي السليم، وجعل منها منارة ومحجاً لكل الشرفاء في المنطقة والعالم.
اليوم ورغم شراسة الحرب الإرهابية التي تشن على الشعب السوري، وحجم الجرائم التي ترتكب بحقه، يبقى هذا الشعب صلباً قوياً مستمراً في الصمود ومدافعاً عن الحق والشرف والوطن، متمثلاً قيم الحركة التصحيحية التي أرسى دعائمها القائد المؤسس حافظ الأسد في شتى المجالات، لتشهد سورية منذ ذلك التاريخ نهضة تنموية واقتصادية عملاقة، وترسيخا لمبادئ العمل الوطني، وكان من أهم نتائجها حرب تشرين التحريرية التي أنهت أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" والتي كان يتغنى بها كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب للأرض والحقوق العربية.
لقد استطاعت الحركة التصحيحية أن تجعل من سورية رقماً صعبا في المحافل الإقليمية والدولية، وحجزت لها مكانة مرموقة يحسب لها ألف حساب، فأقيمت الجامعات والمعاهد والمدارس والمعامل ومختلف المشاريع التنموية والزراعية العملاقة التي أسهمت بتطوير المجتمع المحلي وأفردت جانبا مهماً لبناء الإنسان باعتباره الركن الأساسي في التنمية الشاملة، إضافة إلى ذلك فقد بنت جيشاً عقائدياً يؤمن بالوطن ووحدته وسيادته، وها هو اليوم يقدم أروع البطولات في وجه الإرهاب التكفيري وداعميه ومموليه، ويقدم أغلى التضحيات في سبيل كرامة الوطن والمواطن.
ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن الصمود الأسطوري الذي حققه الشعب العربي السوري على امتداد سنوات الأزمة والذي أذهل العالم يجد مرتكزه ومستنده في الإرث العظيم الذي بنته الحركة التصحيحية من إنجازات وشوامخ غطت كل مجالات الحياة وشكلت مع ما أضافته مسيرة التطوير والتحديث بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد قداس الصمود الأساسي في وجه أعداء الإنسانية في حربهم البربرية على الشعب السوري وإنجازاته.
رغم مرور نحو ست سنوات على الحرب الإرهابية العدوانية التي تستهدف سورية حضارة وتاريخاً وثقافة، إلا أن الشعب السوري ما زال متمسكا بنهج التصحيح، ثابتاً على مبادئه وقيمه في النضال من أجل تحرير الأرض العربية المغتصبة في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان والجولان، وفي دعمه للمقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي والمشاريع الصهيو أمريكية، التي تستهدف المنطقة العربية وشعوبها ومستقبلها.
إن استمرار فكر ونهج التصحيح المجيد، يمثل أولوية وطنية وضرورة قومية خصوصاً في ظل هذه الأحداث الجسام التي تمر بها سورية والمنطقة، وهذا ما يشكل قوة دفع لدى أبناء سورية ويقوي إرادة وعزيمة التصدي لديهم والوقوف في وجه أصحاب الفكر الإرهابي التكفيري، ومحاولاتهم البائسة لتدمير سورية الدولة والحضارة والتاريخ، فاستمرار نهج التصحيح خير دليل على الإرادة القوية والثبات اللذين يتسم بهما أبناء سورية الشرفاء الأوفياء والمخلصين لوطنهم ونهجه التحرري السيادي.
إن طبقتنا العاملة وهي تحتفي اليوم بذكرى الحركة التصحيحية وتستذكر معانيها السامية تجدد العهد على الاستمرار في البناء وإنتاج كل ما يعزز صمود شعبنا وجيشنا حتى تحقيق النصر النهائي والكبير على مجرمي العصر وشذاذ الآفاق، مهما عظمت التضحيات، فتحية إلى روح صانع التصحيح المجيد القائد المؤسس حافظ الأسد، وعهد منا نحن العمال أن نبقى خلف القائد بشار الأسد الذي يقود بحكمته وصلابته سورية إلى نصر مؤزر على أعداء الإنسانية جمعاء.
2016/11/20