خلال مشاركتنا في المؤتمر السابع عشر لاتحاد النقابات العالمي في مدينة دوربن بجنوب إفريقيا بحضور ممثلين عن اثنين وتسعين بلداً لاحظنا بشكل واضح مدى تفهم معظم ممثلي العمال في العالم لحقيقة ما يجري في سورية من إرهاب طال البنى التحتية والعمال في مواقع العمل والإنتاج، ومدى التضامن مع شعب وعمال سورية في صمودهم البطولي ضد الإرهاب وداعميه ومموليه.
في مؤتمر دوربن استطعنا فتح نافذة في جدار، أو بالأصح استطعنا فتح نوافذ عدة، من خلال تواصلنا مع ممثلي منظمات عمالية من القارات الخمس، لم يعرفوا عما يجري في سورية سوى من القنوات الفضائية والتي بعضها شريك أساسي في سفك دماء أبناء الشعب السوري، وقد خرج المؤتمر بجملة من القرارات التي تصب في مصلحة سورية حيث أعرب المشاركون عن تضامنهم معها ومع عمالها وشعبها، وأكدوا ضرورة تأمين عودة المهجرين السوريين الذي غادروا البلاد هربا من جرائم الإرهابيين المرتزقة، وإجبار الدول الداعمة للإرهاب على الامتثال للقرارات الدولية ذات الصلة بمكافحته، والتوقف عن تقديم الدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة بمختلف أشكاله.
في مقابل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري والصمود الاسطوري لشعب وعمال سورية في مواجهة آلة القتل والتدمير التي تديرها الولايات المتحدة وأتباعها في أوروبا وعبيدها في المنطقة من مشيخات الخليج وغيرها، تتوسع الحقيقة وتصل إلى أكبر عدد من الجمهور الإقليمي وحتى العالمي، فالجميع بات يدرك أنه لا يوجد "معارضة معتدلة" بل مجموعات قتل وإرهاب تسيرها الإدارة الأميركية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، بهدف تدمير الدولة السورية والحضارة والثقافة الممتدة آلاف السنين في عمق التاريخ، وكل هذا خدمة للكيان الصهيوني الغاصب فقط.
ما يحدث اليوم في حلب من تقدم كبير للجيش العربي السوري والقوى المؤازرة بدعم من الحليف الروسي ومحور المقاومة، يوضح حقيقة صراخ وعويل كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي تتشدق بحقوق الإنسان وتقدم المشروع تلو الآخر في مجلس الأمن في محاولة يائسة منها لإنقاذ أدواتها في سورية من مرتزقة وإرهابيين قادمين من أربع جهات الأرض، ولوقف الانتصارات المتتالية لبواسل قواتنا المسلحة.
الحرب الإرهابية على سورية مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات واستخدم فيها مليارات الدولارات وزج فيها عشرات آلاف الإرهابيين المجندين والمدربين من قبل المخابرات الأميركية، وكانت البيادق من عربان الخليج جاهزة يوميا على مدى السنوات الماضية لصب الزيت على النار، ولم يتركوا "موبقة" إلا وارتكبوها ضد أبناء الشعب السوري، وبالرغم من كل ذلك بقيت سورية الدولة والشعب والقيادة صامدة، وتوسعت دائرة المؤيدين والحلفاء وأصبحت اليوم تشمل الكثيرين ممن لم تكن الصورة واضحة أمامهم بفعل الإعلام المسير من قبل الدول نفسها التي تشن الحرب على سورية.
نحن اليوم ومع ما يحققه أبطال الجيش العربي السوري من انتصارات، أكثر عزماً وتصميماً على مواصلة القتال ضد الإرهاب، فسورية تخوض حرباً مقدسة ضد القوى الظلامية والرجعية، وهدفها في ذلك صون استقلالها ووحدتها، والدفاع عن الحضارة الإنسانية جمعاء.
في دوربن، حضر الصوت العمالي السوري هادراً مدافعاً عن بلاده موضحاً حقيقة الجريمة التي تنفذها أمريكا وأدواتها بحق سورية والسوريين، وموضحاً حجم معاناة شعب وعمال سورية في ظل هذه الحرب، ومبيناً بأن السوريين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم مصممون على تحقيق النصر وتخليص العالم من شرور الإرهاب والإرهابيين مهما عظمت التضحيات.
في دوربن كما في كل محفل نقابي دولي تواجدنا فيه أكدنا أن سورية تحارب اليوم لأنها قالت لا لأمريكا وستقولها ألف مرة في سبيل مصالحها الوطنية والقومية.
2016/10/16