التصعيد الإعلامي والتهديدات الأمريكية في الأيام الأخيرة تجاه سورية وروسيا , والهستيريا في إطلاق التصريحات اللاعقلانية لا تنم إلا عن استياء لدى الإدارة الأمريكية وإتباعها وأدواتها في المنطقة من الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري مدعوماً من الطيران الحرب الروسي في حلب ومختلف المناطق التي يتواجد فيها الإرهابيون والذين يتلقون ضربات قاصمة وخسائر متتالية بالرغم من كل الدعم المقدم إليهم .
ولا يمكن اعتبار تهديدات واشنطن بوقف التعاون مع روسيا , إن وجد بالأصل , والتلويح بإمكانية استهداف المدن الروسية بهجمات إرهابية الا أمراً للمرتزقة المأجورين من قبل الإدارة الأمريكية وأتباعها في المنطقة لاستهداف الداخل الروسي والمواطنين الآمنين فيه , وبما يعكس بشكل واضح أن أب الإرهاب وأمه في العالم هي الولايات المتحدة الأمريكية , التي كانت السبب الرئيسي والداعم المباشر للإرهاب في سورية خصوصاً والمنطقة عموماً , وما غض نظرها عن الدعم السعودي بالمال والسلاح للتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق إلا دليل واضح هذا الأمر , وإعلانها أيضا عجزها عن فصل من تسميها " المعارضة المعتدلة " التي تدعمها عن الإرهابيين دليل وتجسيد لواقع الحال الذي يؤكد قيام واشنطن باستثمار الإرهاب لتحقيق أجندات سياسية وأهداف لا تخدم سوى الإرهاب وداعميه ومموليه في السعودية وقطر وتركيا " وإسرائيل " .
وما كشفه متزعم في تنظيم جبهة النصرة الإرهابي مؤخرا لصحيفة ألمانية عن أن تنظيمه يتلقى دعما مباشرا من الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي وأنظمة السعودية وقطر والكويت وتركيا، يؤكد ما تم الحديث عنه من استمرار الدعم المباشر من قبل الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية في سورية والمنطقة، يضاف إلى ذلك محاولة الأمريكيين التنصل من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في التاسع من أيلول الماضي حول سوريا ورفض نشر بنوده ما يفضح النوايا الأمريكية المبيتة لجعل الاتفاق غامضا والتهرب من تنفيذ مضمونه ومواصلة دعم الإرهاب في الوقت نفسه.
إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "أن هناك عددا متزايدا من الدلائل يدفع روسيا للاعتقاد بان واشنطن خططت منذ البداية لحماية تنظيم جبهة النصرة الارهابي وتجنيبه الضربات لاستخدامه لاحقاً لتحقيق أهدافها" يشير بوضوح إلى الدور الأمريكي في الحرب الإرهابية على سورية وسعيها المستمر لإطالة الأزمة في سورية وسفك دماء المزيد من أبناء شعبها وأنها غير معنية بإيجاد حل سلمي يحفظ وحدة سورية حسب الادعاءات والأكاذيب التي يطلقها مسؤولو البيت الأبيض والخارجية الأمريكية الذين هدفهم الوحيد ضرب بلد المقاومة وصخرة الصمود في وجه كل المخططات الصهيوأمريكية وتأمين الحماية لكيان الاحتلال الإسرائيلي وتقديم المزيد من الدعم لمشيخات وممالك الخليج في وجه شعوبها التي ترزخ تحت احتلال موصوف يمارس أبشع أنواع الاستبداد والظلم بحق الأبرياء.
بالرغم من كل التهديدات والإرهاب، يستمر الشعب السوري في صموده الأسطوري، وتستمر انتصارات الجيش العربي السوري البطل على كل الجبهات وبالأمس حقق تقدماً جديداً في ريف حلب الشمالي واستعاد السيطرة الكاملة على مشفى الكندي وتلال ومزارع استراتيجية جنوب غرب مخيم حندرات على طريق تطهير جميع مناطق حلب من رجس الإرهاب.
سورية منتصرة بصمود شعبها وبطولات جيشها وحكمة قيادتها، وبدعم الأصدقاء والأشقاء في روسيا وإيران والمقاومة الوطنية، وكل أحرار وشرفاء العالم، وملامح النصر يرسمها بواسل الجيش في حلب التي يواجه فيها المرتزقة المأجورين من أربع جهات الأرض وداعميهم ومموليهم الإقليميين والدوليين.
ألاعيب الولايات المتحدة ومراوغتها ورفضها لجم "كلابها" في المنطقة واستمرارها بدعم الإرهاب الذي يستهدف الشعب السوري وحملاتها الإعلامية وتحركاتها العسكرية لن تنفعها بشيء، ولن تنقذ مرتزقتها أبداً، فالسوريون مصممون على تحقيق النصر مهما بلغت التضحيات والحفاظ على وطنهم سيداً مستقلاً مهما بلغت التحديات.