كما كان الميلاد من دمشق عاصمة العروبة والصمود.. من دمشق أحيا العمال العرب الذكرى السنوية لتأسيس اتحادهم الأم، الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، وذلك عبر مهرجان حاشد في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال حضره الرفاق: محمد شعبان عزوز عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب العمال، وجمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال ورجب معتوق الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، ونضال عمار الأمين العام لاتحاد الطلبة العرب، وخالد خزعل الأمين العام لاتحاد الفلاحين العرب، وغسان غصن رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان.
كما حضر المهرجان أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال والأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وحشد من النقابيين والعمال من سورية وفرع اتحاد عمال فلسطين في سورية.
وقد استهل المهرجان بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لذكرى شهداء الأمة ومن ثم بالنشيد السوري ونشيد العمال العرب.
وأكد الرفيق عزوز في كلمة له خلال الاحتفال أن القائد المؤسس الرئيس حافظ الأسد اهتم بالعمال العرب ومنح الاتحاد الدولي للعمال العرب أرفع وسام في سورية تقديراً لدورهم المشرف في الدفاع عن القضايا العربية.. لافتاً إلى أن الرعاية مستمرة في عهد السيد الرئيس بشار الأسد.
ولفت إلى أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب استهدف بسبب مواقفه المشرفة في مواجهة كل التحديات ورفضه للمخططات الصهيونية ووقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية، حيث رفض كل المؤامرات كما رفض احتلال العراق وتقسيم السودان والتآمر على سورية.
وقال عزوز: إنه يكفي الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب فخراً أنه رفع شعار حرية تنقل الأيدي العاملة العربية بين البلدان العربية في الوقت الذي رفضته بعض الأنظمة العربية، بل دعمت الإرهابيين مادياً ولوجستياً وأعطتهم الحرية للتنقل وارتكاب الجرائم والمجازر بحق أبناء الشعب العربي، مشيراً في الوقت نفسه إلى الدور الكبير الذي لعبه العمال العرب في بناء المؤسسات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والثقافية في أكثر من بلد عربي.
وأوضح أن سورية استهدفت لمواقفها المشرفة ودفاعها عن القضية الفلسطينية ودعمها المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان ولأنها عرّت وكشفت كذب وادعاءات الأنظمة الرجعية التي تآمرت على الأمة العربية وقضاياها العادلة.
وأكد عزوز أن الأعداء لن ينالوا بالمناورات مع عجزوا عن أخذه بالحرب والإرهاب والعدوان موجهاً الشكر لإيران وروسيا والمقاومة الوطنية اللبنانية لوقوفهم إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب وداعميه.
الرفيق جمال القادري ألقى كلمة عمال سورية في المهرجان رحب فيها بالحضور في هذا المهرجان الذي يقام بمناسبة ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا ذكرى تأسيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب القلعة النضالية الشامخة التي احتضنتها دمشق قبل ستين عاماً.
وتوجه القادري بالتحية والتقدير إلى النقابيين والعمال العرب الذين أصابهم ما أصاب الشعوب العربية من جراء الحرب الإمبريالية الشرسة التي استهدفت ضرب العرب وتفتيت بلدانهم وتشريدهم، لكن سورية بصمودها وتضحيات شعبها وبسالة جيشها وحكمة قائدها أفشلت كل ما خططت له قوى البغي والعدوان.
وقال الرفيق القادري: إننا نعيش في سورية عصر الانتصارات المتواصلة واليوم هو يوم مشهود بتحرير تدمر على طريق تحرير كل شبر من أرض الوطن التي دنسها الإرهاب.
وأشار إلى الدور العظيم الذي ينهض به عمالنا في تدعيم صمودنا الوطني عبر التفاني في العمل والإنتاج وإصلاح ما دمره الإرهاب من مؤسسات، حيث استطاع عمالنا سد احتياجات شعبنا في ظل حصارات وعقوبات جائرة، فكانوا بذلك أوفياء لتاريخهم المشرق.
وأضاف الرفيق القادري: نرى النصر العظيم القادم يرسمه شعبنا الصامد بكل مكوناته وقائد عظيم شجاع لم تستطع كل الشدائد النيل من إرادته.
وأكد أن المؤامرة ستهزم في دمشق وستكون سورية كما هو تاريخها محطمة لكل أشكال العدوان والتآمر.
وتوجه رئيس الاتحاد العام بتحية الفخار والاحترام والولاء لقائد مسيرتنا السيد الرئيس بشار الأسد.
كما حيا جيشنا الباسل وشهداءنا ممن ضحوا بالغالي في سبيل صيانة الاستقلال والكرامة الوطنية.
وختم بتوجيه تحية الإجلال والتقدير لأرواح القادة المؤسسين لوحدة الطبقة العاملة العرب.
من جهته ألقى معتوق كلمة العمال العرب تناول فيها مسيرة الاتحاد النضالية منذ تأسيسه وما واجهه من تآمر استهدف ضرب وجوده وما خاضه من معارك في سبيل قضايانا التحررية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومن أجل حقوق العمال وحرياتهم.وحيا الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الدور الذي قام به عمال سورية واتحادهم العام في تأسيس الاتحاد الدولي ودعمه باستمرار ليواصل النهوض بكامل مسؤولياته.
وتناول معتوق ما تعرضت له الأقطار العربية من تآمر وعدوان تحت مسميات مختلفة مخادعة بهدف تدمير الأقطار العربية قطراً تلو الآخر، مؤكداً أن صمود سورية عمالاً وشعباً وجيشناً بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد هو الذي أفشل مخططات التفتيت والتآمر والعدوان الامبريالي الصهيوني.
وحيا انتصارات الجيش العربي السوري المتواصلة مهنئاً شعبنا بتحرير مدينة تدمر من الإرهابيين وصولاً إلى تطهير كل أرض سورية من الإرهابيين لتبقى سورية عاصمة العروبة والصمود.
وقال معتوق: بالرغم من كل التحديات التي نواجهها فإن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب سيبقى اتحاداً قومياً وحدوياً تقدمياً، وسيظل يستمد صموده من صمود سورية وشعبها وقيادتها.
وحيا الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب السيد الرئيس بشار الأسد لاهتمامه المتواصل بالمنظمات الشعبية العربية. كما توجه بالشكر إلى اتحادنا العام وقيادتنا على ما تقدمه من دعم متواصل للعمال العرب معرباً في ختام كلمته عن الثقة بأننا سنحتفل قريباً بانتصار سورية الذي هو نصر للأمة العربية.
من جهته قال الأمين العام للفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب: ليس أحق من أن يشارك الأخ أخاه في مناسباته، ولهذا فإننا في الاتحاد العام للفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب نشعر أننا أصحاب الحق الأول في تقديم التهنئة للشقيق الأكبر الاتحاد الدولي للعمال العرب في ذكرى تأسيسه الستين وأن نطفئ معه شموع هذه الذكرى، وأن نقدم من خلال هذا الاحتفال التهنئة لكل عامل وعاملة على أرض وطننا الكبير، تهنئة من الفلاح العربي وهذا الحق ليس نوعاً من الواجب البروتوكولي كما يعتقد البعض بل هو واجب يعود لانتماء اتحادينا لجذر واحد وهو الإنسان العربي الكادح الذي استطاع بسواعده أن يبني كل هذه الحضارة الشامخة التي ترتسم معالمها على أرض وطننا الكبير بدءاً من أهرامات مصر إلى أعمدة بعلبك، وآشور وبابل، وإلى معابد تدمر.
وأضاف: لقد كان الاتحاد الدولي للعمال العرب منذ ولادته منظمة نقابية قومية حقق وحدة العمال العرب وقاد نضالها الوطني والقومي والنقابي، وكان صاحب الكلمة الفصل في العديد من الانعطافات التاريخية ولن ننسى وإن حاول البعض أن يطمس التاريخ كيف وقف اتحاد العمال العرب ضد العدوان الثلاثي على مصر يوم فجر عمال سورية خطوط شركة التابلاين الإنكليزية للنفط ويوم امتنع عمال تونس والجزائر والمغرب ومعهم عمال العديد من الدول العربية عن تفريغ السفن الفرنسية.
وقال: إن الاتحاد العام للفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب يعمل وسط ظروف الانقسام العربي على توحيد كلمة الفلاحين العرب والأخذ بيدهم من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق الأمن الغذائي العربي على وجه الخصوص إدراكاً منه أن الزراعة العربية وحدها التي تسمح بقيام الصناعة العربية وتحقق ازدهارها وتقدمها وتوسع التجارة وتعزز الأمن العربي، ولن يكون هذا إلا من خلال تكامل زراعي عربي وتجارة عربية بينية، وهذا الأمر يجعلنا مرة أخرى نقف على الخط نفسه وأن تكون مطالبنا وتوجهاتنا ذاتها وأن نناضل من أجل ذات الأهداف وهي التخلص من التبعية وتحقيق التنمية المستقلة والنهوض بمجتمعاتنا العربية لتؤدي رسالتها التاريخية رسالة الحضارة والتقدم والسلام كما فعلت في الماضي.
وأوضح: لقد شهد وطنا تحت اسم "الربيع العربي" حرائق بينت أن دوائر الغرب لا تضع المواطن العربي في جداول اهتماماتها ولا تعنيها حريته ولا مانع لديها أن تقطع الرؤوس وأن تعود تجارة الرقيق وأسواق النخاسة، وأن تنتهك حقوق الإنسان ألف مرة في اليوم طالما أن كل ذلك يدمر الدول العربية وينهكها ويحقق مصالح إسرائيل.بدوره حيا الأمين العام لاتحاد الطلبة العرب، العمال العرب من دمشق الصمود، دمشق المنطلق وهي الآن المستقر، مشيراً إلى أن الاتحادات المهنية العربية ترنو إلى القدس.
وتطرق إلى السياسات الرسمية العربية التي تلهث وراء التطبيع والخيانة مؤكداً أن مقاومتنا مستمرة ضد كل الأعداء والخونة مستمدين من صمود العزيمة والتصميم على قهر كل المصاعب ومجابهة التحديات.
وأشار إلى أن معظم الاتحادات العربية التي تستضيفها سورية تعرضت للتآمر لكنها صمدت فنحن رجال خنادق ولسنا رواد فنادق.
من جانبه تناول غسان غصن في كلمة عمال لبنان تاريخ الاتحاد الدولي الحافل بمآثر الفعل والعمل والنضال لصالح العمال ودفاعاً عن قضايانا التحررية العادلة.
وأشار إلى الحرب الشرسة التي تواجهها سورية منذ سنوات، منوها بصمود الشعب السوري وجيشه وقيادته ودحر سورية لقوى البغي والإرهاب.
وتوجه بتحية التقدير والاعتزاز لسورية التي تدافع عن الكرامة والوجود الوطني والقومي وأشاد بالمقاومة الوطنية اللبنانية في التصدي للعربدة الصهيو-إرهابية وبصمود الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وتمسكه بثوابته القومية والطبقية.
2016/3/26