أكد الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في كلمة له خلال مؤتمر نقابة الطباعة والثقافة والإعلام بدمشق أن المؤتمرات النقابية التي تعقد خلال هذه الفترة تأخد شكلا مختلفا وآلية جديدة مثمرة تمكن العمال من طرح مطالبهم ومشاكلهم بشفافية ووضوح وتقديم التقارير لمكتب النقابة لخلق حالة تفاعلية وتحويلها إلى محطات منتجة تصب في المصلحة العامة، معتبرا أن المؤتمرات النقابية السنوية هذا العام تعكس حجم الجهود الكبيرة التي بذلت العام الماضي وحجم الإنجازات التي تحققت للعمال على كل الصعد وبما يخدم الطبقة العاملة.
وقال الرفيق القادري: "إنه من الضروري أن تكون جميع المؤتمرات النقابية السنوية بشكل ومضمون جديدين والابتعاد عن الرتابة وبما يسهم في تفعيل هذه المؤتمرات ويوصل إلى نتائج ملموسة وقرارات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع وبما يخدم الطبقة العاملة، ويؤدي بشكل مباشر إلى التواصل مع العمال ومعرفة همومهم ومشاكلهم والعمل على حلها قدر الإمكان، لذلك من الضروري الاهتمام بالزيارات الميدانية للمعامل والمصانع وبالواقع الاجتماعي والمعيشي للعمال".
وأضاف الرفيق القادري: "نفتتح المؤتمرات النقابية السنوية على مستوى النقابات العمالية وقد أردنا في المكتب التنفيذي للاتحاد العام ضمن إطار جملة إجراءات قمنا بها خلال سنة من عمر الدورة النقابية أن تكون المؤتمرات النقابية أكثر فائدة وشمولا للجميع، لافتا إلى أنه خلال هذه السنة كان هناك العديد من القضايا التي أنجزت والتي كان الهدف الأساس منها تفعيل حضور المنظمة بكل مستوياتها بين صفوف العمال حيث وضعنا في بداية عملنا هدفا أساسيا وهو تعميق انخراط المنظمة بالعمل الوطني لتصليب صمود الوطن في مواجهة الحرب الإرهابية على سورية، هذا الصمود الذي جاء بفضل دماء شهدائنا وصمود عمالنا ومواظبتهم على أعمالهم وصمود الشعب وحكمة قيادتنا وشجاعتها".
وأكد الرفيق القادري أننا على أبواب تحقيق نصر أسطوري والجميع يتابع الانتصارات الباهرة والكبيرة التي يحققها أبطال الجيش العربي السوري الذين يتصدون لجحافل الإرهاب والإرهابيين أينما وجود على الأرض السورية، مضيفا في هذا السياق أنه "منذ البداية كان أمامنا هدفان أساسيان وهو تصليب صمود الوطن وتفعيل حضور المنظمة في صفوف العمال، وانطلاقا من هذين الهدفين كانت كل الفعاليات تصب في هذا الاتجاه، وأي مراقب منطقي ينصف المنظمة والعاملين فيها مؤكدا أنه خلال سنة كان هناك الكثير من الإنجازات والمحطات المضيئة لصالح المنظمة عمل الجميع على تحقيقها وإنجازها.
ولفت إلى ضرورة أن تبتعد التقارير المقدمة إلى المؤتمرات السنوية عن الإطالة وأن يتم قراءتها من اللجان النقابية وأن تكون المداخلات بناء على مضامين التقارير المقدمة. وقال: "لقد طلبنا من رفاقنا أن يكون التقرير عبارة عن موجز لنشاط فعلي، وفي الشق السياسي من الضروري أن نعبر عن موقفنا الوطني السياسي الداعم والثابت إلى جانب الوطن وقضاياه" لافتا إلى أن عمالنا قدموا الكثير وعلينا رفع القبعات لهم كونهم تواجدوا في مواقعهم بأصعب الظروف، وشريحة العمال لم يكن فيها أي حالة تمس بقضايا وثوابت الوطن.
وأكد أنه في التقارير المقدمة إلى المؤتمرات ليس المطلوب تأليف رواية بل يجب أن يكون التقرير مليء بالوقائع والأرقام، وأن يكون شفافا وصريحا وأن تكون المصداقية سمته الأساسية، لأن المطلوب منا أن نكون واضحين وشفافين ومدافعين عن أي قرار ينتج عن المؤتمر لأننا سنساهم في صنعه وصياغته، والآلية الجديدة مفيدة ومثمرة وأخرجتنا من الروتين، وبها نقطع خطوة وشوط كبيرين نحو آلية مثمرة لأداء النقابات، لافتاً إلى أن المصارحة مطلوبة، كذلك مواجهة مكتب النقابة إذا كان هناك تقصير لأن من واجب المكتب متابعة أوضاع اللجان والتواصل مع المكتب وفق آلية معينة وخطة نشاط، ويجب أن يكون هناك طريقة للاقتراب من عمالنا أكثر، وهذا ما حصل عندما وزعنا الحقائب على العمال وراء آلاتهم. كما نسعى لعقد المؤتمرات في أماكن العمال، ويجب أن نتعود أن نكون في المواقع بين العمال وأن نعمل قدر المستطاع لحل المشاكل والتخفيف منها.
وأكد الرفيق القادري أن أعداءنا أرادوا سحق الشعب وتجويعه وتدفيعه ثمن صموده لكن لم يستطيعوا إثناء الشعب السوري عن حالة الصمود واحتضانه للجيش ووقوفه خلف القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد. وقال: "إن كل العمال كما كل الكادحين متجذرين في تراب الوطن ولا يوجد قوة يمكن أن تمنعنا عن الدفاع عنه وعن خيراته وسيادته" لافتا إلى أن "بعض الإجراءات الحكومية الخاطئة ساهمت في المعاناة" لكن المعاناة الحقيقية للشعب السوري سببها الإرهابيون الذين دمروا المشافي والمعامل والمدارس وخطوط النقل وسرقوا النفط والقمح، ونقلوه إلى تركيا. وهم من قطع الطرق بين المحافظات وتسببوا بارتفاع أجور وتكاليف النقل كما ضربوا السياحة والزراعة والصناعة ما تسبب بحالة اقتصادية ومعيشية صعبة، لافتا إلى أن اقتصادنا كان جيدا، ورغم كل الظروف الراهنة استطاع الاستمرار في تأدية واجباته وأداء وظائفه رغم كل الأعباء.
وأشار إلى أننا نواجه إرهابا أعمى ومارقين وساقطين وثقافة غير مسبوقة تستند إلى فكر وعقيدة سوداء وفكر وهابي إرهابي إقصائي إلغائي لم نعتد عليه في حياتنا، وهذه هي عقيدتهم وقد حاولوا أن يقتلوا كل ما هو جميل في حياتنا، ويحاول أعداؤنا تدمير خمسة عقود من التنمية من خلال استهدافهم لكل شي، فالإرهاب لم يستطع تحقيق شيء سوى القتل والتدمير وهم لم يستطيعوا أن يعطلوا مرفقا واحدا من المرافق السيادية بفضل إصرار وحيوية وإيمان الشعب السوري بوطنه والتفافه حول قيادته وجيشه ورئيسه الذي هو رمز للكرامة والصمود الذي أثمر نصرا، والعالم كله يتكلم الآن بلسان سورية، وهذا ما تجلى في اجتماع فيينا وقرار مجلس الأمن الأخير، لافتا إلى كلام السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال إن ما يجري في سورية هو حرب بين الإرهاب ومن يقف خلفه ويدعمه من جهة والشعب السوري وقيادته من جهة أخرى، حيث لا يوجد سوى إرهابيين وشعب يدافع عن أرضه وقراره الوطني المستقل وخياراته، والعالم الذي ارتدت بضاعته إليه وبدأ يكتوي بنار الإرهاب اقتنع أخيراً بأن الأولوية الآن هي لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وإيقاف الدعم والتمويل الذي تقدمه بعض الدول الرجعية في المنطقة، وكان قرار مجلس الأمن الذي جرم دعم الإرهاب والقرار الذي تبنى وجهة النظر السورية وأجنداتها السياسية وقد تبناها مجلس الأمن بأن سورية دولة موحدة وعلمانية والخيارات الأساسية يقررها الشعب السوري الذي يقرر وحده من يحكمه.
وأكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أن كل الإجرام الذي مورس ضد الشعب لم يعطل بندا واحدا من الأجندة الوطنية السورية وتم إنجاز كل الاستحقاقات الانتخابية، انتخابات مجلس الشعب تمت في موعدها الدستوري والانتخابات الرئاسية تمت في موعدها الدستوري، فنحن لدينا ثوابت ومبادئ لن نتنازل عنها أبدا، وما فشلوا في فرضه بالإجرام والإرهاب والحرب لن يستطيعوا الحصول عليه على طاولة المفاوضات.
وفي سياق آخر تحدث رئيس الاتحاد العام عن جريدة كفاح العمال الاشتراكي وضرورة إيصالها إلى كل عامل حيث أن مكتب النقابة مسؤول عن هذا الأمر ويجب أن يوزعها، ويتأكد من إيصالها إلى كل اللجان.
كما لفت إلى دور المتممين لمؤتمر النقابة، حيث يجب أن يعاملوا معاملة اللجان النقابية، ويجب تفعيل دورهم، لأنه كلما اتسعت قاعدة مناقشاتنا كانت قرارتنا صائبة أكثر، مشيرا إلى أن اللجان النقابية مسؤولة عن تقييم أداء ممثلي العمال في مجالس الإدارات الذين يجب عليهم أن يتواصلوا مع اللجان النقابية وأن يتحاوروا مع اللجنة النقابية ويتبنوا كل طروحات العمال.
وقال: "يجب أن نتعلم أن نخلص لعملنا النقابي، فطالما نحن نطالب بثقافة عمل جديدة وثقافة إدارة جديدة، يجب أن يكون لدينا ثقافة وأداء نقابي جديد منطلقها الاستجابة للعامل وحاجاته، وكل شيء يتعارض مع مصلحة عمالنا يجب إلغاؤه بما فيه إعفاء أي مرفق عمالي يثبت أن عمله ليس لمصلحة العمال، مشددا على ضرورة أن تكون مصلحة العمال في المقدمة، وأن نطالب لنصل إلى تحقيقها ونكون مستعدين كقادة نقابيين لدفع الضريبة، وأن نتمتع بالإيثار والغيرية التي يجب أن يتحلى بها كل قائد نقابي وأن يكون مستعدا لتحمل بعض النتائج التي تترتب على ممارسة مهامه النقابية.
وأوضح الرفيق القادري أنه من الضروري محاربة الفساد والإشارة إلى الأخطاء ومواقع الهدر، لأن مصلحة الوطن هي مصلحة العمال وعندما يكون الوطن معافى تكون مصالح عمالنا بخير، مؤكدا أن الهدر في بعض المواقع وحالات الفساد هي التي تضر بالمصلحة الوطنية ومصلحة العمل، ومن واجبنا التصدي لهذه الظواهر بشكل صحيح وحكيم وبشكل مؤسساتي وتوثيقها، واتحاد العمال جاهز للقيام بهذا الدور، مؤكدا في الوقت نفسه أن من "هو فاسد لا يجب أن يتهم أحدا بالفساد ويجب أن نكون نزيهين للتصدي للفساد والفاسدين، وليس المطلوب المواجهة مع أحد مع ضرورة أن تكون العلاقة ندية ومؤسساتية مع الإدارات، وهذه هي الثقافة النقابية الجديدة التي يجب علينا خلقها.
وفيما يتعلق بتمويل الأنشطة النقابية، قال الرفيق القادري: هذه مسألة واجبة علينا في أي نشاط اجتماعي تكريمي للتقرب من العمال.. والاتحاد العام جاهز لتمويل أي نشاط.. وقال: بالنسبة للتكريم، فتحت لبوس هذه الكلمة يتم تغطية بعض النواقص في أمور أخرى. وأحيانا يكون التكريم فيه إساءة، فنحن لا نكرم الشهداء بل نحن نتكرم بهم ونتكرم بزيارة الجرحى وقد زرنا أسر الشهداء والجرحى في كل محافظات القطر.
وتابع: أي حالة تكريم يجب أن تخضع لموافقة الاتحاد العام لكي يحقق التكريم غايته، فغاية التكريم هي التحفيز، وكل مفصل نقابي يكرم يجب أن يحصل على موافقة الاتحاد العام، بما تقتضيه العملية التنظيمية للوصول إلى الهدف والغاية، وعندما يكون هناك حالات مضيئة يجب تكريمها، ويجب عدم تكريم من لا يستحق التكريم.
وأكد أن الجزء الصعب من الأزمة أصبح وراءنا والنصر على الأبواب، ومعاناتنا مرتبطة بالأزمة وكلما سرعنا بزوال الأزمة تزول المعاناة، وقال: "نحن كنا بوضع محسودين عليه من أمن وأمان وأمور معيشية سهلة تناسب الجميع واليوم ورغم كل الظروف الصعبة والغلاء ما زلنا من الدول الأرخص معيشيا على مستوى العالم".
كما أكد ضرورة الاهتمام بقضايا المرأة العاملة ودراسة أوضاعها والتواصل في هذا المجال وتبادل الآراء.
وفيما يتعلق بالدورات النقابية، قال: لا بد أن نزيل الخلل في المعاهد النقابية وخصوصا المناهج، لذلك لا بد من دراستها وقد شكلنا لجاناً خاصة لإعادة النظر بالمناهج وعمل المعاهد. وعلى الجميع المثابرة واتباع الدورات وخصوصا بعد تطوير المناهج إضافة إلى استقدام محاضرين جيدين. كما أن الطلاب يجب أن يكونوا مثابرين ويأتون عن قناعة ورغبة، وليس هروباً من مواقع العمل.
وبالنسبة لمسألة الصحة والسلامة المهنية، أشار الرفيق القادري إلى أن هذا أمر مهم لنقابة الطباعة، وهذه مشكلة تستوجب وجبة غذائية داعمة وعناية مستمرة ووسائل وقاية وغيرها، لافتا إلى أهمية إرسال مفتشين والتقارير التي تصدر عنهم يجب تنفيذها بالكامل.
2016/1/19