بحضور الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هلال الهلال وعضوا القيادة القطرية للحزب رئيسا مكتبي العمال والاقتصاد شعبان عزوز ومالك علي، ورئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري، عقد الاتحاد العام لنقابات العمال أعمال مجلسه في دورته الثالثة للعام الحالي، ويستمر على مدار يومي الأحد و الاثنين 23 و24/8 في مبنى الاتحاد العام بدمشق.
ونقل الرفيق الهلال في كلمة له تحيات السيد الرئيس بشار الأسد إلى كل أبناء الطبقة العاملة وتمنياته في أن تبقى هذه الطبقة رائدة كما عهدناها, مؤكدا أن القيادة النقابية حريصة على دعم الطبقة العاملة التي ناضلت إلى جانب الجيش وهذا ماجعل سورية تصمد في هذه الحرب الكونية التي تشن عليها.
وأكد الهلال أن كل المقترحات هي موضع اهتمام ولن نتخاذل في بحثها ومعالجتها, وفي هذا المجلس هناك طروحات جديدة ومهمة، لافتا إلى أن الإرهابيين ارتكبوا الإجرام بحق الشجر والحجر والبشر وبحق الآثار وقتل العلماء ومنهم عالم الآثار خالد الأسعد ولكن سورية تبقى قوية ومتينة بشعبها وقائدها وجيشها.
كما أكد أن المعركة كبيرة جدا وهذه المؤامرة التي أحاكوها ضدنا هي لاستهداف سورية وإضعافها ولكن سورية أصبحت أقوى، لافتا إلى أن فكرة الكتائب العمالية لحماية المنشآت الصناعية ستكون جزءا كبيرا ومهما في حماية أماكن العمل وهي ضمن الأولويات, وقال: عندما نرفد جيشنا بكتائب عمالية أو نسعى لجعل أبنائنا يلتحقون بخدمة العلم فهو أمر مفيد وسيساعد في مواجهة الحرب العدوانية على سورية.
وأضاف إن خطاب الرئيس الأسد كان عميقا وشخص الواقع بكل جرأة وأجاب عن كل الهواجس التي كانت تدور في الشارع السوري.
من جهته قال الرفيق القادري في كلمة خلال افتتاح أعمال المجلس "ينعقد مجلسنا في دورته الثالثة ومازالت سورية صامدة في وجه أعتى حرب عرفها التاريخ والبشرية ومازالت بقائدها وشعبها وجيشها تسطر أكبر الملاحم في وجه هذه الحرب وقطعان الإرهابيين الذين عاثوا ولا يزالون خرابا وقتلا وتدميرا في كل ممتلكات الشعب السوري العظيم وتراثه الحضاري.
ولفت إلى أن الإرهابيين يحاولون عبثا قتل إرادة الشعب السوري وسرقة تراثه وحضارته، وزرع فكر إرهابي متطرف غريب عن مجتمعنا وتقاليدنا. وقال: نحن اليوم نستبشر خيرا بالنصر الآتي بهمة وبسالة جيشنا البطل وصمود شعبنا الأبي خلف قائد الوطن الذي نتشرف بالانتماء له.
وأشار القادري إلى أن المجلس ينعقد بعد الخطاب التاريخي للسيد الرئيس بشار الأسد والذي أجاب من خلاله على تساؤلات كل مواطن سوري ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وكان خطابا تعبويا وخطاب استنفار لكل الإمكانيات والقوى الحية في المجتمع، مؤكدا أن العمال كانوا منذ بداية الأزمة على قدر الرهان المعقود عليهم (باعتبار منظمتهم أكبر منظمة في القطر) واستمروا في التوجه إلى أماكن عملهم وشركاتهم غير آبهين بالإرهاب لينتجوا ما يؤمن مستلزمات الحياة والعيش الكريم للشعب السوري, في الوقت الذي أراد فيه أعداء الشعب منعهم من ذلك.
وبين القادري جدول الأعمال المطروح للنقاش وتتضمن الواقع الإنتاجي والتسويقي للشركات في القطاعين الخاص والعام والجهد الحكومي لصيانة الشركات التي تعرضت للتخريب على يد الإرهابيين، والواقع المعاشي للعمال وواقع التأمين الصحي للعمال في ضوء القرارات المتعلقة برفع سعر الأدوية، ومعالجة أوضاع العمال المياومين وعمال الفاتورة، والنزيف المستمر للأدمغة خارج القطر، والخطاب التاريخي للسيد الرئيس الذي نعتبره منهج عمل.
وفي ما يتعلق بالمشاركة في الدفاع عن سورية قال القادري: يسعي الاتحاد لتشكيل كتائب عمالية لحماية المنشآت مكونة من 20 ألف شخص حيث ورد حتى الآن 10 آلاف طلب للتطوع.
وقال: هناك توجه لاستثمار أموال الاتحاد في مشاريع مجدية ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مضيفا: إننا باشرنا بإجراءات الترخيص لشركة تأمين صحي للعمال بالشراكة مع الشركة السورية للتأمين كما باشرنا باجراءات الترخيص وإحداث شركة مساهمة لنقل الركاب والبضائع للمساهمة في الجهد الوطني لحل مشكلة النقل المتفاقمة في جميع المحافظات، إضافة إلى دعم أبناء الشهداء من الطبقة العاملة حيث سيتم تعليم الطالب الأول في كل محافظة على حساب الاتحاد ولصالحه. ولفت إلى قيام الاتحاد بزيارة الجرحى في أغلب المحافظات وقرر تركيب أطراف لمن يحتاجها من العمال المصابين في أماكن عملهم تقديرا لتضحياتهم، وتوزيع 10 آلاف حقيبة مدرسية مع كل متمماتها وأن يكون التوزيع مباشرا لكل عامل لمواجهة العبء المعيشي عن كاهلهم.
الرفيق القادري تحدث ايضا عن التحضير للمتلقى النقابي الدولي حيث ثبتت أكثر من 100 منظمة مشاركته وتأكد حضور 200 شخصية، وذلك بهدف اطلاع العالم على حقيقة ما يجري في سورية، وليروا بأم العين، الأحداث على حقيقتها، وعنوان الملتقى "التضامن مع شعب وعمال سورية في مواجه الإرهاب والحصار الاقتصادي".
واستعرض نشاطات المكتب التنفيذي خلال الفترة الماضية كالمشاركة في مؤتمر منظمة العمل الدولي، وإقامة الملتقي الاقتصادي الأول، والعمل على إنشاء جامعة عمالية في المعهد النقابي المركزي ومركز للأبحاث العمالية، بالإضافة إلى المشاركة في لجان تقييم أداء العاملين، وإصدار جريدة كفاح العمال الاستراكي بشكل ومضمون جديدين، وإنجاز تسمية ممثلي العمال في مجالس ولجان الإدارات، داعيا الحضور إلى مناقشة التقرير المقدم من المكتب التنفيذي وطرح هموم العاملين في المحافظات لمعالجتها.
ولفت إلى تشميل العاملين في الاتحاد العام والاتحادات المهنية واتحادات المحافظات بالتأمين الصحي بمختلف أنواع الطبابة وإعادة تأهيل بعض المرافق في مجمع صحارى النقابي والمباشرة بإجراءات التخصيص للمساكن الجاهزة في الضاحية العمالية بطرطوس،
بدورهم قدم أعضاء المجلس مداخلات حول العديد من قضايا العمال مثل التأمين الصحي ومشكلة عمال شركة محروقات الذين لم يثبتوا، وحول غلاء الأسعار ورفع سعر الأدوية ووصفوه بالقرار الخاطئ وأيضا تم طرح مقترحات تخص العمال المفقودين ومحاولة مساعدة أهاليهم.
وعقّب القادري على المداخلات بالقول: صمودنا من صمود الوطن منذ أكثر من 4 سنوات، فالصمود مقترن بالتضحية، وهذا الصمود سيثمر انتصارا كبيرا، مؤكدا أن كل المقترحات التي تأتي للاتحاد يتم رفعها إلى الحكومة ولكن لا تتم الاستجابة لها كلها.