عند كل منعطف وخصوصاً بعد كل تقدم وانتصار استراتيجي يحققه الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب وعلى راسه تنظيمي داعش والنصرة المدعومين من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين يحدث دوماً اختراق ما أو تهديد ما أو تفجير للوضع في منطقة جغرافية ما من سورية واللاعب واحد وهو الولايات المتحدة أو إسرائيل أو الإثنين معاً والهدف توتير الأجواء وعدم السماح بتحقيق نصر استراتيجي على الإرهاب المصدر أصلاً الى سورية خدمة للمصالح الأمريكية والصهيونية وبتمويل خليجي.
واليوم ومع التقدم الكبير للجيش العربي السوري وحلفائه في البادية السورية ودخوله الحدود الإدارية لمحافظة الرقة واقترابه كثيراً من الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور ووصوله إلى الحدود العراقية السورية يحاول الأمريكي الداعم الأول للإرهاب تصدير أزماته وهزائمه في مخططه المشؤوم ضد سورية وشعبها عبر افتعال قنابل صوتيه هنا وهناك للإبطاء من إعلان نصر سورية المرتقب على الارهاب وداعميه.
ويعلم الرأي العام العالمي عموماً وفي سورية خصوصاً أن أكذوبة الإعداد لهجوم كيميائي في سورية كما يدعي "البيت الأسود" الأمريكي إنها مجرد مزاعم منفية جملة وتفصيلاً إذ إن الجيش العربي السوري وحلفاءه هم من عانوا من استخدام الإرهابيين للسلاح الكيميائي وأن المدنيين السوريين عانوا منها أيضاً وأن الجيش لم ولن يستخدم هذا السلاح المحرم دولياً فالعقيدة العسكرية للجيش العربي لا تسمح له باستخدام هذا السلاح حتى ضد الارهاب.
لذلك فإن ذريعة التهديد الأمريكي لسورية الجديدة المتجددة لا تنطلي على أحد حتى على الإعلام والكتاب والمحللين الأمريكيين اذ كشفت وسائل إعلام أميركية بينها صحيفة نيويورك تايمز عن تضارب المعلومات والمواقف بين البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين حول التحذير الأخير للقيادة الشرعية في سورية بذريعة الإعداد لهجوم كيميائي.
وكتبت الصحيفة بهذا الصدد أن "فريقاً من العسكريين الأميركيين بمن فيهم مسؤولون في القيادة المركزية للجيش الأميركي أعربوا عن دهشتهم حيال تحذير البيت الابيض للقيادة السورية من مغبّة استخدام جيشها السلاح الكيميائي في سورية" مشيرين إلى أنهم لم يكونوا على علم أصلا بالبيان الذي حذر فيه البيت الأبيض دمشق وإن بيان البيت الأبيض أدهش الأوساط العسكرية الأمريكية فيما يتفادى ممثلو الخارجية والدفاع الأميركيتين الإدلاء بأي إجابات للصحفيين حول بيان إدارة دونالد ترامب ويشيرون لهم بالتوجه إلى أصحاب البيان في البيت الأبيض للاستفسار منهم.
وفي السياق يأتي تصريحات عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي تيد ليو تعليقاً على إعلان البيت الابيض المتعلق بسورية قائلاً إن " بيان البيت الأبيض الأخير الذي يهدد باستخدام القوة ضد سورية ليس له أساس قانوني".
إذاً الإعلام وحتى العديد من المسؤولين الأمريكيين غير مقتنعين بقصة الكيماوي المتجددة فكيف بالرأي العام العالمي غير المتأثر بالدعاية والبروبغاندا الأمريكية ضد سورية وشعبها وجيشها وقيادتها وبهذا الصدد نذكر بمواقف الدول وحلفاء الدولية السورية إذ إن الكرملين الروسي رد على ادعاءات البيت الأبيض بالتأكيد أن تلك التهديدات مرفوضة جملة وتفصيلا متسائلاً عن أساس المزاعم الأميركية.
مجدداً كذبة الكيماوي وهي نفسها التي استخدمتها إدارة ترامب في 6 نيسان الماضي لشنّ عدوان على مطار الشعيرات في المنطقة الوسطى بسورية ما أدى إلى وقوع شهداء وعدد من الجرحى وأضرار مادية وهنا لابد أن نشير إلى نقطة في غاية الأهمية أن بيان البيت الأبيض الذي يهدد فيه سورية جاء بعد ساعات فقط من تقرير كتبه الصحفي الامريكي سيمور هيرش المعروف بدقة معلوماته، ومصادره الوثيقة في أوساط كبار الجنرالات العسكريين ورجال الحكم في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع الذي كشف أن مسؤولين أميركيين نفوا علمهم بتحضير دمشق لهجوم كيميائي على خان شيخون الذي وقع منذ أشهر وقال هيرش "إن الاستخبارات الأميركية لم تمتلك أي دليل على وقوع هجوم كيميائي آنذاك" وعرض هيرش تفاصيل هذه القضية في مقابلة له في صحيفة دي فيل2ت" الألمانية.
يبدو أن التحشيد الإعلامي الأمريكي في الوسائل التقليدية أو في وسائط التواصل الاجتماعي بدأ فعلاً والصور جاهزة والمسرح يبدو معداً سلفاً لمسرحية كيمياوية جديدة تماماً مثلما حدث في نيسان الماضي حيث تم تجاهل كل الطلبات الملحة لفتح تحقيق دولي نزيه ومحايد لمعرفة الحقائق حول هجوم خان شيخون المزعوم ومعاقبة المتورط إن صحت الأنباء عنه، إذاً ترامب يلعب بالنار الكيماوية مجدداً ومن المؤكد أنها ستحرق أصابعه عبر هزيمة مخططه الشيطاني الجديد ولكن ضحايا هذا الحريق الحقيقيين نحن أبناء المنطقة.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي
أديب رضوان